الخميس، 20 سبتمبر 2018

المفكر والاستاذ أنطون المقدسي

ولد الاستاذ أنطون المقدسي في مدينة يبرود عام 1914 م ، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الاسقفية في يبرود ، ثم أكمل دراسته الثانوية في مدارس دمشق ، ثم انتسب الى كلية الحقوق في جامعة دمشق .
كان الاستاذ انطون شعلة من الذكاء حتى أنه نشر أولى مقالاته في إحدى المجلات اللبنانية وهو في السابعة عشر من عمره حتى أن رئيس تحرير المجلة لم يصدق أن أنطون كاتب المقال حتى اجتمع به لأول مرة .
أخذ بعدها ينشر مقالاته في الصحف الأدبية وهو طالب في الحقوق بجامعة دمشق ولكنه قطع دراسة الحقوق وغادر الى فرنسا ليدرس الفلسفة اليونانية وعلم الاجتماع في جامعاتها ، وحصل بعدها على إجازة في الفلسفة وشهادة في الأدب الفرنسي من جامعة مونبيلييه في فرنسا ، عاد بعدها الى سورية وعمل مدرسا للفلسفة في ثانويات حمص ثم حماة ثم دمشق وحلب ، كما أنه درس علم النفس في دور المعلمين في حلب ودمشق .
وبعدها أكمل تحصيله في الحقوق ونال الاجازة الجامعية فيها ونال أيضا إجازة في العلوم السياسية من مدرسة الحقوق الفرنسية في بيروت .
ثم انخرط في العمل السياسي وكان من انصار الدعوة للاستقلال الوطني ومن دعاة الوحدة العربية الشاملة وكان صديقا لزكي الارسوزي وللمفكر العربي ساطع الحصري .
أخذ يدرس مادة الفلسفة اليونانية في قسم الفلسفة بجامعة دمشق ودرس أيضا مادة الفلسفة السياسية في اامعهد العالي للعلوم السياسية في دمشق .
كان الاستاذ أنطون من أبرز العارفين والمدرسين للفلسفة اليونانية القديمة محاضرا لبقا محبوبا من طلبة قسم الفلسفة في جامعة دمشق وخاصة عندما يلقي محاضراته حيث كان يستعمل كثيرا اللهجة العامية اليبرودية فيها .
ترك الاستاذ المقدسي التدريس في الجامعة ليتفرغ للعمل في وزارة الثقافة السورية رئيسا لقسم الترجمة والتأليف منذ العام 1965 وحتى نهاية خدمته عام 2000 م في الوزارة .
شارك في تأسيس اتحاد الكتاب العرب عام 1969م وبقي عضوا في المكتب التنفيذي في الاتحاد حتى عام 1996م .
كان الاستاذ المقدسي يلقب في الاوساط الثقافية ب ( الاستاذ ) حيث أنه لم يعمل كمؤلف كتب بل كان يناقش ويحاور ويوجه ويلقي المحاضرات . كان ذا ثقافة عامة عالية ومعرفة واسعة بمختلف اشكال وأنواع الفكر وكافة الاتجاهات الفلسفية القديمة والحديثة ومحبا بشكل خاص للفلسفة الاغريقية القديمة .
عام 2000 وجه الاستاذ انطون رسالة للرئيس السوري بشار الاسد يطالب فيها بمواجهة مشاكل الدولة والمجتمع السوري على كل المستويات .
توفي الاستاذ انطون بعد مرض الشيخوخة المزمن وأوصى قبيل وفاته أن تكون جنازته بسبطة تخلو من المراسيم والرسميات وأن يحضرها الناس بصفتهم كأصدقاء وحسب ، وليس بأية صفة أخرى وكانت وفاته في 5 كانون الثاني عام 2005م ، وقد اسدل بوفاته الستار عن حياة مفعمة بالعطاء رحم الله ،،
اهم آثاره :
- ( فاسا جيليزنوفا ) لمكسيم غوركي ترجمة أنطون المقدسي 1981
- ( مبادى الفلسفة : مشكلة المعرفة ) 1985م
- ( الصوفانية 1982 - 1990 ) بقلم الياس زحلاوي ( وقائع وذكريات ) الاستاذ انطون المقدسي ( تاملات ) 1991م
- ( حرب الخليج : اختراق الجسد العربي ) 1992م
- ( المسألة القومية على مشارف الأل الثالثة ) دراساة مهداة الى أنطون المقدسي .
- ( الأستاذ ) إعداد وتقديم الدكتور علي القيم - مجموعة مقالات لأنطون المقدسي معظمها من مجلة المعرفة السورية
- ( الحب في الفلسفة اليونانية والمسيحية ) تقديم أحمد حيدر ومراجعة الدكتور علي القيم ، وهي مجموعة محاضرات في السنة الثالثة لمادة الفلسفة في العام الدراسي 1053 - 1954 م نشرتها وزارة الثقافة .
المصدر: نورالدين عقيل.


بحث في هذه المدونة الإلكترونية

Translate