الخميس، 20 سبتمبر 2018

كارلوس منعم

كارلوس منعم ابن المغترب اليبرودي سعود منعم
ولد كارلوس منعم في 2 تموز عام 1930م في قرية صغيرة تابعة لمقاطعة ( لاريوخا Larioja ) في جمهورية الأرجنتين في أمريكا الجنوبية .
والده السيد سعود منعم الذي هاجر من يبرود الى الأرجنتين في بداية القرن العشرين واستقر في ولاية لاريوخا واستطاع بجهده واجتهاده وجلده أن يكون لنفسه ثروة لا بأس بها في بلاد المهجر الأرجنتين ، والدة كارلوس هي السيدة اليبرودية مهيبه ابنة مرعي عقيل .
نال كارلوس شهادة الحقوق من جامعة ( كوردبا ) ثم انتسب الى سلك المحاماة وعمل كمحام وكان ميالا للعمل في السياسة ومن أنصار الرئيس الأرجنتيني السابق ( خوان بيرون ) شأنه شأن معظم أفراد الجالية العربية في الأرجنتين والمؤيدة لخوان بيرون الذي كان صديقا ومتعاطفا مع الجاليات العربية ، وبسبب نشاط كارلوس السياسي ضد ديكتاتورية ( بيدرو يوجينو ارامبورو ) تم إعتقاله لأول مرة في العام 1957م ، ومرة أخرى في العام 1964م .
كارلوس زار وطن والده الأصلي سوريا بعد إطلاق سراحه من السجن واستضافه خاله القاضي جلال مرعي عقيل أثناء إقامته بدمشق حيث تعرف في منزل خاله على الآنسة سليمى جمعة وهي ابنة مغترب سوري في الأرجنتين من مدينة الضمير في محافظة ريف دمشق وكان صديقا لخاله جلال عقيل ، فأعجب بها وطلبها من والدها وكان الزواج في العام 1966م .
كارلوس عاد لممارسة الحياة والعمل السياسي في الأرجنتين وانتخب حاكما لولاية لاريوخا مرتين بين أعوام 1973 - 1979م في المرة الاولى وبين الأعوام 1983 - 1989 في المرة الثانية .
ثم في العام 1989م رشح نفسه لرئاسة جمهورية الأرجنتين عن ( حزب العدالة ) وفاز في الإنتخابات بالرئاسة بعد حملته الإنتخابية التي تركزت على حقوق الطبقة العاملة وتسلم رئاسة البلاد وهي تمر بأزمة تضخم وركود اقتصادي كبيرين ، فقامت حكومته بتخصيص قطاعات إقتصادية إنتاجية كبيرة كالبريد والاتصالات والطاقة مما جذب استثمارات ورؤوس أموال أجنبية للبلاد ، وحاول إصلاح الوضع الاقتصادي عما كان سابقا ، وأعادت حكومته العلاقات التي كانت قد انقطعت مع بريطانيا منذ حرب جزر الفوكلاند المتنازع عليها بين بريطانيا والارجنتين ، ثم سوى مشاكل ترسيم الحدود مع البلد المجاور ( تشيلي ) .
كارلوس أثناء توليه رئاسة جمهورية الأرجنتين زار موطن آبائه الأصلي سوريا في العام 1992م ، وزار مدينة يبرود حيث اجتمع بأقاربه وقد احتفلت به يبرود احتفالا لائقا به كرئيس لجمهورية الأرجنتين وأحد أبناء مغتربيها .
في 10 من شهر كانةن الثاني 1999م انتهت ولاية كارلوس كرئيس لجمهورية الأرجنتين وعاد لممارسة حياته العادية كمواطن عادي من أبناء بلد المهجر الارجنتين .
كارلوس أحد ابناء المغتربين السوريين اليبروديبن الذين هاجروا الى القارة الامريكية فرارا من الفقر وظلم الدولة العثمانية في أواخر حياتها وخوفا من التجنيد الاجباري التي فرضته الدولة العثمانية ، هاجر مع العشرات من أبناء يبرود والمئات من أبناء سورية وشكلوا في بلاد المغترب جاليات عربية كبيرة وأصبح لها نشاطا اقتصاديا واجتماعيا وادبيا كبيرا ، لهم أنديتهم وجمعياتهم وصحفهم الناطقة باللغة العربية والاسبانية ، كما أن العديد من هؤلاء المغتربين أصبحوا من أصحاب الفعاليات الاقتصادية الكبيرة في مجال التجارة والصناعة ومن أبنائهم من دخل في معترك الحياة السياسية فأصبح بعضهم وزراء ورؤساء ولايات وجمهوريات وبلديات وبعضهم أعضاء مجالس شيوخ ونوابا في البرلمانات وأساتذة جامعات وأطباء وضباطا في الجيوش وصحفيين ومدراء مصارف وبعضهم برزوا كشعراء غذوا الأدب المهجري بملاحمهم الشعرية ومقالاتهم الأدبية والفكرية وأفضل مثال على ذلك الشاعرين اليبروديين الياس القنصل وأخيه زكي القنصل المشهورين عربيا وعالميا ، والجميع عاشوا أحداث وطنهم السوري بآلامهم وأحلامهم .
المصدر:نورالدين عقيل.


بحث في هذه المدونة الإلكترونية

Translate